کد مطلب:168201 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

خطاب زهیر بن القین
لم تحدّد المصادر التأریخیة الاساسیة التی روت خطاب زهیر بن القین (رض) قبل بدء القتال موقع هذا الخطاب بدقة، أی هل كان قبل خطاب الامام (ع) أم بعده، أم كان فی أثنائه،وهل كان قبل خطاب بریر(رض) أم بعده؟

یروی الطبری عن كثیر بن عبداللّه الشعبی أنه قال: (لمّا زحفنا قِبَل الحسین خرج إلینا زهیر بن القین علی فرس له ذنوب، شاك فی السلاح، فقال: یا أهل الكوفة! نذارِ لكم من عذاب اللّه نذار! إنّ حقّاً علی المسلم نصیحة أخیه المسلم، ونحن حتّی الان إخوة، وعلی دین واحد وملّة واحدة، مالم یقع بیننا وبینكم السیف، وأنتم للنصیحة منّا أهلٌ فإذا وقع السیف انقطعت العصمة وكنّا أمّة وأنتم أمّة. إنّ اللّه قد ابتلانا وإیّاكم بذریّة نبیّه محمّد(ص) لینظر ما نحن وأنتم عاملون، إنّا ندعوكم إلی نصرهم وخذلان الطاغیة عبیداللّه بن زیاد، فإنّكم لاتُدركون منهما إلاّ بسوءٍ عُمُرَ سلطانهما كلّه! لیسمّلان أعینكم ویقطّعان أیدیكم وأرجلكم، ویمثّلان بكم، ویرفعانكم علی جذوع النخل، ویقتلان أماثلكم وقُرّأكم،أمثال حُجر بن عدی وأصحابه، وهانیء بن عروة وأشباهه!

قال: فسبّوه وأثنوا علی عبیداللّه بن زیاد ودعوا له! وقالوا:واللّه لانبرح حتّی نقتل صاحبك ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه إلی الامیر عبیداللّه سِلماً!

فقال لهم: عبادَ اللّه! إنّ وُلْدَ فاطمة رضوان اللّه علیها أحقّ بالودّ والنصر من ابن سمیّة، فإنْ لم تنصروهم فأعیذكم باللّه أن تقتلوهم، فخلّوا بین هذا الرجل وبین ابن عمّه یزید بن معاویة،فلعمری إنّ یزید لیرضی من طاعتكم بدون قتل الحسین!

قال: فرماه شمر بن ذی الجوشن بسهم وقال: أُسكتْ، أَسكتَ اللّه نامتك!


أبرمتنا بكثرة كلامك.

فقال له زهیر: یا ابن البوّال علی عقبیه! ما إیّاك أُخاطب إنّما أنت بهیمة! واللّه ما أظنّك تُحكم من كتاب اللّه آیتین! فأبشربالخزی یوم القیامة والعذاب الالیم.

فقال له شمر: إنّ اللّه قاتلك وصاحبك عن ساعة!

قال: أفبا لموت تخوّفنی!؟ فواللّه للموت معه أحبّ إلیَّ من الخلد معكم!

قال: ثمّ أقبل علی النّاس رافعاً صوته فقال: عبادَ اللّه! لایغرّنكم من دینكم هذا الجلف الجافی وأشباهه!فواللّه لاتنال شفاعة محمّد(ص) قوماً أهرقوا دماء ذرّیته وأهل بیته، وقتلوا من نصرهم وذبَّ عن حریمهم.

قال: فناداه رجل فقال له: إنّ أبا عبداللّه یقول لك:أقبل: فلعمری لئن كان مؤمن آل فرعون نصح لقومه وأبلغ فی الدعاء لقد نصحت لهؤلاء وأبلغت لو نفع النصح والابلاغ!). [1]


[1] تاريخ الطبري:320:3 وانظر: الكـامل في التأريخ: 288:3 و تأريخ اليعقوبي: 177:2 باختصار، و كذلك أنساب الأشراف:397:3.